ترى الزين وسيلة فاطمة فنانة تشكيلية وأستاذة بمدرسة الفنون الجميلة لولاية سيدي بلعباس أن المرأة في حد ذاتها إبداع للخالق في خلقه، فقد تعددت المجالات الفنية والأشكال الإبداعية التي بصمتها المرأة بخصوصيتها الأنثوية من شعر، رواية، مسرح وتشكيل، فالإبداع هو حالة إنسانية لا تخضع لقواعد بل هي تعبير وترجمة لحالة نفسية ومن رحم هذه الحالة يولد الإبداع،فهو إخراج الغير مألوف من المألوف والفنانة التشكيلية وباعتبارها إمرأة مبدعة تسعى دوما لمشاركة فنها مع المجتمع وإيصال رسالتها بكل ما تحتويه من آلام وأفراح عن طريق الريشة والألوان والتعبير عن وعيها الذاتي والإجتماعي وكذا تخيلها للمستقبل وهو ما ساعدها على معرفة نفسها ومجتمعها أكثر عقب كل عملية إبداعية.
وتؤكد الفنانة الزين وسيلة أن الإبداع تتخذه الفنانة سبيلا لإثبات حقها في الوجود لإن إثبات الوجود بإيجابية يحتاج لمثابرة وتحدي كبيرين، خاصة مع التناقض الذي ينشأ لديها منذ ولادتها حيث تربى على مفاهيم تختزل دورها في الحياة على تكوين أسرة والإنجاب وخدمة الزوج والأولاد، وهو ما يحد من إبداعها الفكري الذي يعتمد أساسا على الإستقلال والتميز الذي لم يعودها عليه المجتمع، وفي جوابها عن سؤال حول دور المجتمع في السماح للمرأة المبدعة في تفجير إبداعاتها، قالت أن معناة المرأة كبيرة لإثبات ذاتها في حقل ظل حكرا على الرجل لعقود طويلة، حيث لاتزال النظرة الضيقة للمرأة المبدعة وفي كافة مجالات الإبداع، فعلى سبيل المثال علاقة المرأة بالفن التشكيلي حديثة وحديثة جدا بالنظر إلى ولوج هذا الفن للمجتمع العربي مع بدايات القرن الماضي فقط، حيث ظهرت أولى المحاولات وظلت تسير ببطئ شديد إلى أن رفعت العديد من الفنانات التشكيليات التحدي لإظهار فنهن ومزاحمة الرجال، وهو ما يظهر جليا في فن باية محي الدين مثلا الجزائرية التي أبهر فنها كبار الفنانين كبيكاسو هذا الأخير الذي رسم بورتري خاص بها، وغيرها من الفنانات اللاتي قفزن على الصعاب وتجاوزن العقليات المتحجرة الداعية لكبث إبداع المرأة وتقييدها، وفي هذا الصدد أكدت الزين وسيلة أن العديد من المواهب التي إلتحقت بمدرسة الفنون الجميلة مثلا، إختفت بعد تخرجها لأسباب إجتماعية بحتة، فكثير من الفنانات وبمجرد الزواج يبتعدن عن فنهن لأسباب خارجة عن نطاقهن باستثناء البعض اللاتي واصلن إبداعاتهن في عزلة تامة عن الحقل الفني الخارجي وهو ما خلق إختلال المعادلة في شغل حقل الفن التشكيلي بين الرجل والمرأة وأضحى من المعوقات التي تحد من طموح المرأة المبدعة.
وعن هامشية الفن النسوي قالت الزين وسيلة أن ضحالة الفكر وقصور الوعي عناصر كامنة وراء عدم تقبل ممارسة المرأة للفن فهناك محاولات لبعض الفنانين من الرجال لإبعاد المرأة المبدعة عن منافسة الرجل، وهو ما تعرضت له شخصيا في عديد المعارض التي قمت بها أين تلقيت إنتقادات بعيدة كل البعد عن الفن التشكيلي بالإضافة إلى محاولات أخرى لتقليص حجم الأعمال الفنية والإبداعية، فأنا لا أؤمن بما يصطلح عليه بالفن النسوي لأن الفن أكبر من أن يختزل في جنس الفنان، وأرى أنه لا تقدم ورقي في أي ميدان دون مشاركة المرأة مشاركة فعالة.